مقال حصري لصفحتنا للمدرب و المدير الفني المعروف عبد الحق العلايمي

 مقال حصري [صفحة المواهب التونسية] للمدير الفني السابق للنادي الرياضي الصفاقسي و المدير الفني العام و مدرب فريق الاكابر الحالي لنادي Mauerwerk Sport Admira النمساوي 🇦🇹 السيد عبد الحق العلايمي 🇹🇳 

كثر الحديث خلال مشاركة المنتخب الوطني التونسي في كأس العالم و كالعادة الله لا تقطعلنا عادة بعد كل خيبة يخرج لنا ثلة من المحللين الفنيين في البرامج التلفزية في تونس للحديث على العمل القاعدي للشبان ووو... و بعدها هناك مثل معروف كثيرا في تونس "عادت حليمة إلى عادتها القديمة".

في كأس العالم تأكدت أن هناك أشياء نجهلها نحن في الدول العربية في عالم كرة القدم ألا وهو "العمل الذهني le travail mentale" و الذي تمسكت به و فرضته لما كنت في النادي الرياضي الصفاقسي في كل يوم يجمعني مع السيد أحمد بن كحلة في كل فروع الشبان. و مع عمر السلامي في فرع الأكابر. لكن من المضحك المبكي ان هناك من يتهكم على المدرب Mentale قائلا: "هل لنا لاعبين مجانين".

مع العلم ان العمل الكبير اللذان يقومان به السيدان أحمد بن كحلة و عمر السلامي يغني عن التعريف، فكرويف الهولندي مؤسس يرمجة نادي برشلونة قال "بدون حصتين mentale في اصناف الشبان لا نقدر على تكوين لاعب". 

يجب تعويد كل الأصناف الشابة على سرعة اللعب و التنقل بالكرة من منطقة إلى أخرى بشكل سليم "la transition" وهي قوة المنتخب الفرنسي حاليا في كأس العالم و يرجع ذلك بعد هزيمة فرنسا في نهائي كأس أمم أوروبا ضد البرتغال. في ذلك الوقت صرح ديدييه ديشامب "مشكلتنا تكمن في transition و علينا العمل من اجل تطويرها".

و كما قال فرانتس بكنباور القيصر الالماني: "علينا في التدريبات تعويد الشبان على التنقل بالكرة من منطقة إلى أخرى بشكل سليم خاصة قبل نهاية كل تدريب بنصف ساعة حيث التعب الذهني و البدني".

و تدريبات الحركة الذهنية la réflexion بتعدد الألوان و الأرقام الفردية و الزوجية و التدرب تحت الضغط. كما يقول المثل الألماني"كما تتدرب تلعب مباراة" أي التدريب بنسق المباراة. و التدريب الذهني إختصاص يواخيم لوف في كل منتخبات ألمانيا. 

و يكمن تفوق المنتخب البلجيكي على منتخبنا في سرعة القرار ، والحركة التي كانت نقطة ضعفنا تكمن خاصة في الدفاع، فالمدافع حين يفقد التركيز الجيد سيفقد التمركز الجيد و سيقبل الأهداف. كذلك المهاجم إذا إفتقد إلى التركيز الجيد سيهدر الأهداف. و هذه الطريقة عملنا عليها و ابدع في تطبيقها السيد عصام الفتوي. و تعمل بها حاليا أكاديمية الغيداوي لكرة القدم بصفاقس.

ضرورة التدريبات الخاصة spécifique. عملت مع مدرب أكن له الإحترام ألا وهو السيد هيكل قمامدية و السيد رياض الشرقي. نقوم بثلاث تدريبات خاصة اسبوعيا في يوم الثلاثاء و الإربعاء و الجمعة كما هو معمول عليه في أكبر النوادي الأوروبية.

يقول المدرب الكرواتي أوتو ياريتش"التدريب الخاص هو الذي يصنع المواهب و يسرع في بروز لاعبين للفريق الاول".

و شاهدنا تحسن عديد الاعبين بالنادي الرياضي الصفاقسي أبرزهم: "الحمروني، الغيداوي، شواط، اللجمي، الهوش، القروي، دقدوق، هارون، عمامو، بوحاجب، الطرابلسي، بن مليحة ، الرياحي و منتصر مقني".

الإعتناء الصحي بالاعبين و متابعة علاجهم ووو.. من الأشياء المهمشة في تونس. و سعينا مع الدكتور ناصر يحي من الأكفاء الأطباء الرياضيين بفرنسا لمتابعة الاعبين بكل الاصناف و توعيتهم بإلقاء محاضرات علمية.

ضرورة الاعتناء باللياقة البدنية حيث عملنا يوم الاربعاء صباحا مع معديين بدنيين قديران قيس الغطاسي و هشام اللواتي معد بدني الأكابر حيث كان الاتفاق أن الطاقم الفني للاكابر عليه العمل كذلك في اصناف الشبان كما في اوروبا لتحسين اللياقة والليونة وتقوية الجسم حيث أن أغلب شبان تونس في كل الفرق يفتقدون الى ليونة الجسم والقوة البدنية التي أصبحت ضرورية في كرة القدم لكسب الثنائيات حيث إنتهى زمن لعب الفنيات في ربع متر. فالفنيات مع السرعة هي كرة القدم الحديثة ووفقنا الله في تطوير كسب الثنائيات في أغلب الاصناف حيث وجدت الطابع الصفاقسي في أصناف الشبان يعتمد على الجمالية في كرة القدم في ضعف كلي لكسب الثنائيات.

في القناة السويسرية تم بث حوصلة حول تدريبات كرواتيا. التدريب بكرة عادية رقم 5 وكرة صغيرة رقم 1 عند توجيه السؤال للمدرب الكرواتي زلاتكو داليتش قال التحكم بكرة صغيرة يجعلك ملكا فوق الميدان بكرة كبيرة. وهذا ما عملنا به في كل الاصناف بالنادي الصفاقسي بكرة كبيرة الحجم و كرة صغيرة كرة رقبي لتتعلم التحكم بالكرة. 

تلقب الكرة اليوغيسلافية ببرازيل أوروبا و تتمتع بأقوى المدربين و الاعبين بالعالم رغم الحروب إلا أن العقلية هي التي تنهض بالبرمجة. أحترم هذه المدرسة التي عملت بها طيلة موسمين وأحترم هذه العقلية.

عنصر آخر هام لتكوين لاعب كرة القدم ألا وهو lygiène de vie وقد حرصنا بالنادي الصفاقسي بتوفير قيم في الفترة الصباحية بقيادة السيد فتحي القلال الذي أبلى البلاء الحسن في معالجة مشاكل اللاعبين وبالإحاطة بهم وقيمهم في الفترة المسائية ورغم أن النادي وفر لي السكن إلا أني خيرت النوم ثلاث ايام بمركب النادي لمتابعة اللاعبين في حياتهم وسلوكهم ودراستهم وقد تولى السيد رمزي عبد المولى مشكورا تدريس اللغه العربية والفرنسية وقمت بتدريس اللاعبين دروس حول سلوك اللاعب خارج الملعب وداخله وأهميته على المدى القصير والمتوسط والطويل في حياة اللاعب بالاعتناء بكل اللاعبين و تغذيتهم وهذا ما عملنا به مع شخص أحترمه جيدا بالنادي الصفاقسي عارف الكراي مع الحرص على نظافتهم وحياة اللاعب hygiéne de vie هذه الاشياء التي عملت بها وسأظل آمن بها لتكوين لاعب كرة قدم.

للاسف في بلدي كل شيء موجود الا العقلية لابد أن تتغير فالعالم قد تغير. وقد ادخلت ثقافة تكوين اللاعبين الشبان بعيدا عن النتائج الزائفة حيث أن جل الفرق في تونس تلهث وراء النتائج في فروع الشبان فيحدث إقالة مدرب يخسر مقابلة من هذه الناحية أعطيت الأمان وحافظت على كل مدرب يقدم فريقه أداء جيد قلتها بالعامية لكل المدربين: "كتخسر وفريقك يلعب كرة أنا نتحمل المسؤولية. أنت خارج منها". 

عيب كبير وعار إقالة مدرب شبان بسبب هزيمة أو بسبب عدم حصوله على لقب. يرقن كلنسمان الألماني و يوهان كرويف الهولندي يقولان لا مكان لمدرب في اصناف الشبان يلهث وراء النتائج الوهمية على حساب التكوين. مدربين الشبان مكونين وليسو مدربين فقد منع كرويف طيلة عمله ببرشلونة على مدربين الشبان الصراخ الدائم على لاعبين الشبان قائلا دعوهم يخطؤو، دعوهم يتعلموا دعوهم يأخذوا قرارهم وفكرهم فإن لم يخطؤوا لن يتعلموا ولن يصبحوا لاعبين كرة قدم .

الخلاصة و المشكلة أننا نتكلم على الكورة الأوروبية والعالمية نريد الوصول إليها إذا علينا ترك القديم ومواكبة الجديد.

 

في الاخير جماهير النادي الصفاقسي في القلب إحترمتني وآمنت بي ووقفوا معي معنويا في مرض زوجتي شكرا لكل المدربين والمسؤولين والإداريين والمرافقين والاطار الطبي والأولياء. صفاقس ستضل دائما في القلب.

#AdminKimo & #AdminIyad

------------------------

🇹🇳 المواهب التونسية Les Talents Tunisiens

🇫🇷 Les Talents Tunisiens En France

🇬🇧 Tunisian Talents مواهب تونسية

🇩🇪 Tunesische Talente مواهب تونسية